أحكام الصلاة
الصلا في اللغة: الدعاء، قال الله: (وصل عليهم إن صلاتك سكن لهم) وفي الشرع: أقوال وأفعال مخصوصة مفتتحة بالتكبير مختتمة بالتسليم بشروطها الخاصة
فرضت الصلاة ليلة الإسراء والمعراج قبل الهجرة، وهي أحد أركان الإسلام، قال النبي: (رأس الأمر وعموده الصلاة وذروة سنامه الجهاد)[أحمد]
الحكمة من مشروعية الصلاة شكر الله على نعمه العظيمة، وهي إبراز لمعاني العبودية حيث يظهر العبد التذلل والخضوع لله الذي وهبه الحياة بعد العدم
الصلاة فرض عين على كل مسلم لا تسقط عنه إلا بالموت أو بفقدان العقل، ولا ينوب فيها أحد عن أحد، قال الله تعالى: (إن الصلاة كانت على المؤمنين كتابا موقوتا)
من أنكر وجوب الصلاة كفر؛ لأنه يكون بذلك مكذبا لله ورسوله وإجماع الأمة ومنكرا لما هو معلوم بالضرورة، قال الله: (وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة)
شرعت الجماعات في الصلاة؛ لأن العبادات مبناها على الاجتماع، لذا نجد تعبير القرآن يكون بالجمع دائما، قال الله: (إياك نعبد وإياك نستعين)
تنعقد صلاة الجماعة بإمام ومأموم، حتى ولو كان المأموم أنثى تحسب جماعة، قال النبي: (إذا حضرت الصلاة فأذنا وأقيما ثم ليؤمكما أكبركما)[البخاري]
يسن للمسلم قبل الذهاب لصلاة الجمعة الغسل والسواك والطيب،قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (غسل الجمعة على كل محتلم، وسواك، ومس من الطيب ما قدر عليه ولو من طيب المرأة)[مسلم]
يكره السلام على المصلين حال الخطبة لأن النبي -صلى الله عليه وسلم- أمر بالإنصات حال الخطبة، ولو رد المصلون ينبغي ألا يرد أكثر من واحد
من ترك الصلاة منكرا لوجوبها يكون كافرا؛ لمخالفته أمر الله: (وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة) وقال: (إن الصلاة كانت على المؤمنين كتابا موقوتا)، ولأنه يكون منكرا لما هو معلوم من الدين بالضرورة
إذا نام الإنسان عن صلاة الفجر حتى أشرقت الشمس يجوز له أن يصلي منفردا أو في جماعة، وأن يصلي السنة التي قبله، فقد كان النبي -صلى الله عليه وسلم- في سفر فغلبهم النوم فما أيقظهم إلا حر الشمس فنادى لها وصلى[البخاري]
يجوز الاحتفاظ بالوضوء ليوم كامل إذا لم يكن فيه مشقة؛ عن بريدة قال: (كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يتوضأ لكل صلاة، فلما كان عام الفتح صلى الصلوات كلها بوضوء واحد ومسح على خفيه) فقال عمر: إنك فعلت شيئا لم تكن فعلته، قال: (عمدا فعلته)[الترمذي]
لا يجوز للمصلي أن يقتدي بالإمام في المذياع؛ لانقطاع الاتصال بينهما، وإنما يقتضي بالإمام الذي يراه أو يسمع صوته أو يكون متصلا بمن يصلون خلفه
الأصل أن الصلاة هي محل الخشوع والطمانينة وكثرة الحركة تذهب بهما، قال الله: (قد أفلح المؤمنون الذين هم في صلاتهم خاشعون)
إذا حضر الطعام والصلاة فالسنة تقديم الطعام؛ لقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (إذا وضع العشاء وأقيمت الصلاة فابدءوا بالعشاء)[البخاري] وذلك ليتفرغ المصلي لأداء صلاته بخشوع
لا يجوز للمرء أن يصلي وهو يدافع الأخبثين البول والغائط؛ لقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (لا صلاة بحضرة الطعام ولا وهو يدافعه الأخبثان)[مسلم]
ورد النهي عن البروك كبروك الجمل، والتفات كالتفات الثعلب، وافتراش كافتراش السبع، وإقعاء كإقعاء الكلب، ونقر كنقر الغراب
السجود لغير الله شرك فمن فعل ذلك بعد البيان له فهو مشرك كافر لا يُقبل منه عمل، قال الله: (إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك)
لا يجوز المرور من أمام المصلي؛ لقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (لو يعلم المار بين يدي المصلي ماذا عليه لكان أن يقف أربعين خيرا له من أن يمر بين يديه)[البخاري] ، ولم يذكر الراوي هل قال أربعين يوما أم شهرا أم سنة
إذا نسي المرء صلاة وجب عليه أن يقضيها بمجرد ذكره لها؛ لقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (من نسي صلاة فليصلها إذا ذكرها لا كفارة لها إلا ذلك)[مسلم]
بين النبي -صلى الله عليه وسلم- الوقت الذي يؤمر فيه الصغار بالصلاة فقال: (مروا أولادكم بالصلاة وهم أبناء سبع سنين واضربوهم عليها وهم أبناء عشر سنين)[أبو داود]
السهو في الصلاة هو النسيان فيها بالزيادة أو النقصان والسجود مشروع لمن يسهو في صلاته بأن يسجد سجدتين بعد التشهد وقبل السلام فيكبر عند كل سجدة
يسن للمسلم أن يسجد سجود شكر لله عند حصول نعمة أو دفع نقمة، قال أبو بكرة: (كان النبي -صلى الله عليه وسلم- إذا أتاه أمر يسره أو يسر به خر ساجدا شكرا لله)[ابن ماجه]
قصر الصلاة في السفر معناه: جعل الصلاة الرباعية ركعتين وهذا من معاني التيسير في الشريعة الإسلامية، حيث تراعي حال المسلم في الأوقات المختلفة
تقصر الصلاة في السفر سواء كان في حال أمن أو خوف، عن يعلى بن أمية قال: قلت لعمر بن الخطاب : (فليس عليكم جناح أن تقصروا من الصلاة إن خفتم أن يفتنكم الذين كفروا) فقد أمن الناس، فقال: عجبت مما عجبت منه فسألت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن ذلك فقال: (صدقة تصدق الله بها عليكم، فاقبلوا صدقته)مسلم
يبدأ المسافر حساب مسافة القصر إذا فارق حدود قريته؛ لأن الله علق القصر على الضرب في الأرض، ولا يكون ضاربا في الأرض إلا إذا فارق عمران موضعه
كل من يجوز له قصر الصلاة يجوز له الجمع بين الصلاتين فيجمع بين الظهر والعصر، وبين المغرب والعشاء تقديما أو تأخيرا، وعند الحاجة الضرورية
صلاة الضحى سنة، سئلت عائشة كم كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يصلي صلاة الضحى فقالت: أربع ركعات ويزيد ما شاء.[مسلم] وأقلها ركعتان وأكثرها ثمان
الوتر سنة مؤكدة، أقله ركعة، ويجوز أن يكون ثلاث أو أكثر من ذلك بشرط أن يكون عدد الركعات فرديًا، ووقت الوتر ما بين صلاة العشاء إلى طلوع الفجر
سنة الفجر ركعتان قبل الصلاة وهي من السنن الرواتب، قال عنها النبي -صلى الله عليه وسلم-: (ركعتا الفجر خير من الدنيا وما فيها)[مسلم]
السنن المؤكدة أربع ركعات قبل الظهر وركعتان بعدها وركعتان بعد المغرب وركعتان بعد العشاء وركعتان قبل الفجر قال النبي -صلى الله عليه وسلم- عن فضيلة أداء هذه السنن:(من صلى اثنتي عشرة ركعة في يوم وليلة بني له بهن بيت في الجنة)[مسلم]
التراويح سنة مؤكدة، وركعاتها إحدى أو ثلاث عشرة لفعل النبي -صلى الله عليه وسلم-، أو ثلاث وعشرون لفعلها في زمن عمر، ومنهم من لم يحدد عددا؛ لحض النبي -صلى الله عليه وسلم- على قيام الليل دون تحديد عدد
يجوز للمرأة أن تصلي التراويح في المسجد، لكن صلاتها في بيتها أفضل؛ لقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (لا تمنعوا نساءكم المساجد وبيوتهن خير لهن)[أبو داود]
صلاة العيد ركعتان، تبدأ الركعة الأولى بتكبيرة الإحرام ثم يكبر بعدها سبع تكبيرات، وفي الركعة الثانية خمس تكبيرات غير تكبيرة القيام، ثم الخطبة بعد الصلاة
يسن للنساء الخروج لصلاة العيد، قالت أم عطية: (أمرنا النبي -صلى الله عليه وسلم- أن نُخرِج في العيدين العواتق وذوات الخدور وأمر الحيض أن يعتزلن مصلى المسلمين)[مسلم]
معنى الاستسقاء: هو طلب سقيا الماء من الله للبلاد والعباد، وهي سنة مؤكدة فعلها رسول الله وأعلم الناس بها وخرج إلى المصلى لصلاتها وتصلى كغيرها
الكسوف: ذهاب ضوء الشمس أو القمر وهو خلل في نواميس الكون فيلجأ العبد لربه في تلك الأحوال، ووقتها من ابتداء الكسوف إلى ذهابه ولا تقضى إذا فاتت
صلاة الكسوف ركعتان، يقرأ في الأولى بالفاتحة وسورة طويلة ثم يركع ثم يرفع ثم يقرأ الفاتحة وسورة ثم يركع ثم يرفع ثم يسجد سجدتين وذلك في كل ركعة
يسن صلاة تحية المسجد وهي ركعتان يصليهما المسلم إذا دخل المسجد قبل الجلوس، قال النبي: (إذا دخل أحدكم المسجد فلا يجلس حتى يصلي ركعتين)البخاري
لا حرج على المسلم أن ينام في المسجد؛ فقد كان عبد الله بن عمر ينام وهو شاب أعزب لا أهل له في مسجد النبي صلى الله عليه وسلم.[البخاري]
لا يجوز النداء على الشيء المفقود في المسجد، قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (من سمع رجلا ينشد ضالة في المسجد فليقل لا ردها الله عليك فإن المساجد لم تبن لهذا)[مسلم]
أفضل وقت للاعتكاف في شهر رمضان هو العشر الأواخر منه، عن ابن عمر قال:(كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يعتكف العشر الأواخر من رمضان)[البخاري]
الاعتكاف في المسجد سنة، وهو التفرغ للعبادة في المسجد والانقطاع عن شواغل الدنيا، قال الله: (وَعَهِدْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ أَنْ طَهِّرَا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ)
يلزم المعتكف معتكفه ويشتغل بذكر الله والعبادة ولا يخرج إلا لحاجة، ولا يجوز له أن يباشر زوجته قال الله: (ولا تباشروهن وأنتم عاكفون في المساجد)
يسن لمن حضرته الوفاة أن يوجه للقبلة، بأن يجعل على جنبه الأيمن ووجهه نحو القبلة، أو يوضع على ظهره ورجلاه إلى القبلة ويرفع رأسه، ويلقن الشهادة
يسن إذا مات المسلم أن يقوم من حوله بتغميض عينيه، وشد لحييه بعصابة، وتليين مفاصله برفق، وخلع ثيابه وستر عورته وجسده، ووضعه على سرير متوجها للقبلة
الأولى بغسل الميت من أوصاه قبل وفاته ثم أبوه ثم جده ثم الأقرب فالأقرب والأنثى أمها ثم جدتها ثم الأقرب فالأقرب ويجب معرفة المغسل بأحكام الغسل
تُستر عورة الميت ويضغط بطنه برفق ليخرج ما فيها ثم يُوضئ ثم يغسل من رأسه ثم الجانب الأيمن ثم الأيسر ويغسله بماء وسدر ويأخذ من شاربه وأظافره
كفن الرجل ثلاث لفائف بيض تطيب ويوضع فوق بعضها ويوضع الميت فوقها ويجعل قطنا بين إليتيه ثم يشد خرقة فوق عورته ثم يطيب بدنه ثم تلف اللفائف حوله
صفة كفن المرأة تؤزر بالمئزر وهو ما يوضع فوق العورة، وتُلبس القميص، وتُخمر بالخمار ثم تلف بلفافتين من القماش، والبنت الصغيرة في قميص ولفافيتن
صلاة الجنازة أربع تكبيرات، يقرأ بعد التكبيرة الأولى الفاتحة، وبعد التكبيرة الثانية يقرأ النصف الثاني من التشهد، وبعد التكبيرة الثالثة يدعو للمتَوفَّى، وبعد التكبيرة الرابعة يدعو لجميع المسلمين أحياء وامواتًا أو يسلم مباشرة
قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (من شهد الجنازة حتى يصلي فله قيراط، ومن شهد حتى تدفن كان له قيراطان) قيل: وما القيراطان؟ قال: (مثل الجبلين العظيمين)[البخاري]
يسن التعزية أهل الميت قبل الدفن وبعده إلى ثلاثة أيام، إلا إذا كان المرء في سفر ورجع منه بعد أكثر من ثلاثة أيام من دفن الميت يجوز له أن يعزي أهل الميت
تتعلق بتركة الإنسان بعد موته حقوق منها: يكفن ويجهز من تركته، وتقضى ديونه، ثم تنفذ وصيته من ثلث الباقي من المال ثم يقسم ما بقي بين الورثة
لا مانع من تقبيل الأحياء للأموات؛ لأن أبا بكر دخل على النبي -صلى الله عليه وسلم- لما مات فكشف عن وجهه ثم أكب عليه فقبله ثم بكى.[البخاري]
يجوز للمرأة أن تغسل زوجها، وللرجل أن يغسل زوجته، فقد غسلت أسماء بنت عميس زوجها أبا بكر الصديق بعد موته، وغسل علي بن أبي طالب فاطمة زوجته
لا يجوز الندب ولا النواحة ولا شق الثياب ولا لطم الخدود على الميت، قال النبي: (ليس منا من لطم الخدود وشق الجيوب ودعا بدعوى الجاهلية)[البخاري]
قال النووي في المجموع: (اتفق أصحابنا على أنه لا يدفن مسلم في مقبرة كفار، ولا كافر في مقبرة مسلمين) وبذلك يجب تخصيص مكان لدفن موتى المسليمن
يجوز الدعاء للميت؛ وهو يصل إليه وينفعه؛ لأن النبي -صلى الله عليه وسلم- لما نعى النجاشي في اليوم الذي مات فيه قال لأصحابه: (استغفروا لأخيكم)[البخاري]
يقوم أقارب أهل الميت وجيرانه بصنع الطعام؛ لأن النبي -صلى الله عليه وسلم- لما أتاه خبر مقتل جعفر قال لأهله: (اصنعوا لآل جعفر طعاما فقد أتاهم ما يشغلهم)[ابن ماجه]
لا بأس بقول: إنا لله وإنا إليه راجعون. عند موت الكافر؛ لأن كل الناس إلى الله راجعون، وكل الناس ملك لله، لكن لا يدعى له بالرحمة والمغفرة
من اعتقد أن أحدا يملك النفع والضر من دون الله كان كافرا، قال الله: (قل لا أملك لنفسي نفعا ولا ضرا إلا ما شاء الله)
الصدقة عن الميت جائزة ويصل إليه ثوابها، عن سعد بن عبادة أن أمه توفيت… فقال: يا رسول الله إن أمي توفيت وأنا غائب عنها أينفعها شيء إن تصدقت به عنها؟ قال: نعم.
كان من دعاء النبي -صلى الله عليه وسلم- عند زيارة القبور: (السلام عليكم دار قوم مؤمنين، وأتاكم ما توعدون، غدا مؤجلون، وإنا إن شاء الله بكم لاحقون)[مسلم]