أحكام القضاء والشهادة
دليل مشروعية القضاء بين الناس قول الله: (وأن احكم بينهم بما أنزل الله) وقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (إذا حكم الحاكم فاجتهد ثم أصاب فله أجران وإذا حكم فاجتهد ثم أخطأ فله أجر)[البخاري]
القضاء بين الناس فرض كفاية فيجب علي الإمام أن يعين من يحكم بين الناس؛ لأن النبي -صلى الله عليه وسلم- حكم وبعث عليا إلى اليمن للقضاء وحكم الخلفاء الراشدون وَوَلُّوا القضاة
يجب على القاضي أن يسوي بين الخصمين في نظره لهما، وفي كلامه معهما، وفي موضع جلوسهما، وفي دخوله عليهما
لا يجوز للقاضي أن يحكم بين الناس وهو غضبان؛ لقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (لا يقضين حكم بين اثنين وهو غضبان)[البخاري]
يشترط في القاضي أن يكون مجتهدا، أي يجمع خمسة علوم:علم كتاب الله وسنة رسوله، وأقاويل علماء السلف من إجماعهم واختلافهم، وعلم اللغة وعلم القياس
بين النبي أن القضاة ثلاثة:واحد في الجنة وهو من عرف الحق وقضى به واثنان في النار فأحدهما الذي يجور في الحكم والثاني من يقضى بين الناس على جهل
قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (القضاة ثلاثة: واحد في الجنة، واثنان في النار، فأما الذي في الجنة فرجل عرف الحق فقضى به، ورجل عرف الحق فجار في الحكم، فهو في النار، ورجل قضى للناس على جهل فهو في النار)أبو داود
لا يجوز أن يتولى الإمارة من كان ضعيفا لا يقوى عليها لقول النبي -صلى الله عليه وسلم- لأبي ذر: (يا أبا ذر إنك ضعيف، وإنها أمانة، وإنها يوم القيامة خزي وندامة إلا من أخذها بحقها وأدى الذي عليه فيها)[مسلم]
من اجتهد لمعرفة الحق فأخطأ له أجر، قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (إذا حكم الحاكم فاجتهد ثم أصاب فله أجران، وإذا حكم فاجتهد ثم أخطأ فله أجر)[البخاري]
قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (ما من إمام أو وال يغلق بابه دون ذوي الحاجة والخلة والمسكنة إلا أغلق الله أبواب السماء دون حاجته وخلته ومسكنته)[أحمد]
من تعين عليه الشهادة وجب عليه أداءها حتى لا يضيع الحق بين أهله، قال الله: (ولا تكتموا الشهادة ومن يكتمها فإنه آثم قلبه)
بين رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عقوبة من ادعى ملكيته لشيء ليس له فقال: (من ادعى ما ليس له فليس منا، وليتبوأ مقعده من النار)[مسلم]
يشترط في الشاهد أن يكون مسلما عدلا، قال الله: (وأشهدوا ذوي عدل منكم)، بالغا عاقلا قال الله: (واستشهدوا شهيدين من رجالكم)
لا تجوز الاستثناءات وقبول الشفاعات عند الحكم بين الناس فقد بين النبي -صلى الله عليه وسلم- سبب هلاك الأمم السابقة فقال: (إنما أهلك الذين قبلكم أنهم كانوا إذا سرق فيهم الشريف تركوه وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد)[البخاري]
لا يقبل قول أحد فيما يدعيه إلا إذا جاء ببينة أو صدقه المدعى عليه، قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (البينة على المدعِى واليمين على المدعى عليه)الترمذي]
يحرم على المرء كتمان الشهادة؛ لأن الله قال: (ولا يأب الشهداء إذا ما دعوا) وقال: (ولا تكتموا الشهادة ومن يكتمها فإنه آثم قلبه)
شهادة الزور من الكبائر؛ لقول النبي: (أكبر الكبائر الإشراك بالله وقتل النفس وعقوق الوالدين وقول الزور -أو قال- وشهادة الزور)[البخاري]