أعمام النبي صلى الله عليه وسلم

أعمام النبي -صلى الله عليه وسلم-

اختلفت كلمة كتاب السير في عدد أعمام النبي -صلى الله عليه وسلم- فمنهم من قال عشرة نفر، ومنهم من قال: اثنى عشر رجلا، وأمهاتهم شتى.
قال ابن هشام في السير: “فولد عبد المطلب بن هاشم عشرة نفر، وست نسوة”. وقال محب الدين الطبري في ذخائر العقبى في مناقب ذوي القربى: “كان ‌له ‌اثنا ‌عشر ‌عما ‌بنو ‌عبد ‌المطلب ‌أبوه صلى الله عليه وسلم ثالث عشرهم”.
ومنهم من جمع بين الرأيين بأن الاختلاف بسبب أن بعضهم كان له أكثر من اسم، أو له اسم وكنية اشتهر بها فعده بعضهم رجلين وهما في الحقيقة واحد.

الحارث بن عبد المطلب، والزبير، وحجل، وضرار، والمقوم، ومصعب، وعبد الكعبة، وقثم، وأبو لهب، وأبو طالب، وحمزة، والعباس، كلهم أبناء عبد المطل جد النبي -صلى الله عليه وسلم-.

الذين أدركهم الإسلام من أعمام النبي -صلى الله عليه وسلم- أربعة، أسلم اثنان وامتنع عن الإسلام اثنان، ومن لم يسلم منهم كانت أسماؤهم على أسماء أصنامهم، فأبو طالب اسمه عبد مناف، وأبو لهب اسمه عبد العزى، ومن أسلم منهم حمزة والعباس.

الحارث بن عبد المطلب هو أكبر أعمام النبي -صلى الله عليه وسلم-، والعباس بن عبد المطلب هو أصغر أعمام النبي -صلى الله عليه وسلم- وهو أسن من النبي -صلى الله عليه وسلم- بسنتين أو ثلاث.

الحارث بن عبد المطلب هو أكبر ولد عبد المطلب، وكان عبد المطلب يكنى به، حضر حفر زمزم، ومات في حياة أبيه، وأمه صفية.

أولاد الحارث بن عبد المطلب: أبو سفيان، ونوفل، وربيعة، والمغيرة، وكلهم صحابة، وحفيده الحارث بن نوفل بن الحارث ولاه أبو بكر وعمر وعثمان مكة.

الزبير بن عبد المطلب ويكنى أبا الحارث، وهو أكبر من أخيه عبد الله والد النبي -صلى الله عليه وسلم- ومن أبي طالب، وأمه فاطمة المخزومية.

كان الزبير بن عبد المطلب شاعرا شريفا ذا عقل من شعراء الجاهلية، وكان أحد حكام قريش، وهو الذي كان يرقص النبي -صلى الله عليه وسلم- وهو صغير.

من أبناء الزبير بن عبد المطلب عبد الله، ومن بناته: ضباعة، وصفية، وأم الحكم، وأم الزبير ولهن صحبة. ومات الزبير بن عبد المطلب قبل البعثة النبوية.

حجل بن عبد المطلب المسمى بالمغيرة صاحب المغانم والمكارم والحجل هو اسم للسقاء الضخم.

ضرار بن عبد المطلب، القائل إذا حمي الوطيس فلا فرار، كان من أكثر فتيان قريش جمالا وسخاء، مات أيام أوحي إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- ولم يسلم، ولا عقب له وهو شقيق العباس وأمهما نَتْلة.

المقوم بن عبد المطلب فهو شقيق حمزة، وأمهما هالة بنت وهيب، ويكنى أبا بكر، ولد له وانقطع عقبه.

مصعب بن عبد المطلب المسمى بالغيداق، والشهير بحسن الأخلاق، لقب بذلك لجوده، وكان أكثر قريش مالا وأكثرهم طعاما.

عبد الكعبة بن عبد المطلب هو شقيق عبد الله والد النبي -صلى الله عليه وسلم- ، مات ولم يترك ولدا.

قثم بن عبد المطلب وهو شقيق الحارث لأمه، مات صغيرا.

أبو لهب بن عبد المطلب، اسمه عبد العزى، وكان يكنى بأبي لهب لإشراق وجهه وجماله، وكانت زوجته تسمى بأم جميل.

كان أبو لهب من أشد الناس عداء للنبي -صلى الله عليه وسلم-، فهو الذي ناصب النبي -صلى الله عليه وسلم- العداء، وكان يسير خلفه يحرض الناس عليه ويقول: لا تتبعوه فإنه كاذب.
وكانت زوجته أم جميل مثله تناصب النبي -صلى الله عليه وسلم- أشد العداء وتلقي الشوك في طريقه، وخطب عتبة وعتيبة ابنا أبي لهب ابنتي النبي -صلى الله عليه وسلم- رقية وأم كلثوم، قبل بعثة النبي
فلما بعث النبي -صلى الله عليه وسلم- بالنبوة حرض أبو لهب أبناءه على طلاق بنات النبي -صلى الله عليه وسلم- فاستجابا لأبيهما.

قد أنزل الله في ذم أبي لهب وزوجته سورة المسد فقال الله: (‌تَبَّتْ ‌يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ سَيَصْلَى نَارًا ذَاتَ لَهَبٍ وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ فِي جِيدِهَا حَبْلٌ مِنْ مَسَدٍ).

أبو طالب اسمه عبد مناف معدن الجود والكرم، والد أمير المؤمنين علي بن أبي طالب.

دافع أبو طالب عن النبي -صلى الله عليه وسلم- كثيرا، وكان يدفع عنه أذى المشركين حمية لابن أخيه.
وكانت قريش تهاب أن تتعرض للنبي -صلى الله عليه وسلم- رعاية لحق عمه أبي طالب، لكنه مات على ملة عبد المطلب ولم يسلم.

بسبب حب أبي طالب للنبي -صلى الله عليه وسلم- ودفاعه عنه خفف الله عنه العذاب في النار فهو أقل أهل النار عذابا.
فقد روى مسلم في صحيحه، عن العباس بن عبد المطلب -رضي الله عنه- أنه قال: يا رسول الله هل نفعت أبا طالب بشيء، فإنه كان يحوطك ويغضب لك؟
قال: (نعم هو في ضحضاح من النار. ولولا أنا لكان في الدرك الأسفل من النار).

حمزة بن عبد المطلب أسد الله وهو سيد الشهداء، وكان أسن من النبي -صلى الله عليه وسلم- بسنتين وقيل أربع سنين.

كان حمزة بن عبد المطلب من السابقين في الإسلام، فقد أسلم في السنة الثانية من المبعث وقيل: في السنة السادسة قبل إسلام عمر بثلاثة أيام، وكان أعز فتى في قريش وأشد شكيمة.
لما أسلم كفت قريش بعض ما كانوا ينالون منه -عليه السلام- خوفا من حمزة، وهاجر مع النبي -صلى الله عليه وسلم- وشهد بدرا وقتل في غزوة أحد.

مما ورد في فضائل حمزة بن عبد المطلب قول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (‌سيدُ ‌الشهداءِ حمزةُ بن عبدِ المطلب، ورجلٌ قام إلى إمامٍ جائرٍ فأمَره ونهاه فقَتَلَه)الترمذي

العباس بن عبد المطلب كان حسن الوجه جميلا أبيض، وكان العباس أسن من النبي -صلى الله عليه وسلم- بسنتين أو ثلاث سنوات، وهو أصغر أعمام النبي.

كان إليه في الجاهلية السقاية والعمارة للمسجد الحرام، وكان مع النبي -صلى الله عليه وسلم- في بيعة العقبة الثالثة قبل إسلامه يعقد له البيعة على الأنصار.

قيل إن العباس أسلم قبل غزوة بدر، ولكنه كان يكتم إيمانه وخرج مع المشركين في غزوة بدر مستكرها، ونهى النبي -صلى الله عليه وسلم- عن قتله، فلما أسره المسلمون فادى نفسه، ورجع إلى مكة، وقي: أسلم يوم بدر ولقي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يوم الفتح بالأبواء.

كان للعباس بن عبد المطلب عشرة أولاد: أكبرهم الفضل بن العباس ومنهم عبد الله بن عباس، وعبيد الله، ومعبد، وقثم، وعبد الرحمن، وكثير، والحارث، وعون، وتمام، ولهم كلهم صحبة.

Facebook
Twitter
Pinterest
Telegram
WhatsApp