أحفاد النبي -صلى الله عليه وسلم-
كان للنبي -صلى الله عليه وسلم- أحفاد من ابنته زينب وهي الكبرى، ورقية وهي الابنة الثانية، وفي ترتيب الولادة الثالثة، ومن فاطمة وهي الابنة الصغرى، وأما أبناؤه الذكور فماتوا جميعا صغارا.
لم يكن للنبي -صلى الله عليه وسلم- عقب إلا من ابنته فاطمة -رضي الله عنها-.
علي بن أبي العاص بن الربيع هو ابن زينب بنت النبي -صلى الله عليه وسلم- وهي كبرى بناته، كان مسترضعا في بني غاضرة، أردفه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يوم الفتح على راحلته.
توفي علي بن أبي العاص في مرحلة الشباب بعد أن ناهز الحلم.
روى البخاري عن أسامة بن زيد -رضي الله عنهما- قال: أرسلت ابنة النبي -صلى الله عليه وسلم- إليه: إن ابنا لي قبض فائتنا، فأرسل يقرئ السلام، ويقول: (إن لله ما أخذ وله ما أعطى، وكل عنده بأجل مسمى، فلتصبر ولتحتسب).
فأرسلت إليه تقسم عليه ليأتينها، فقام ومعه: سعد بن عبادة، ومعاذ بن جبل، وأبي بن كعب، وزيد بن ثابت، ورجال، فرفع إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الصبي ونفسه تتقعقع.
قال: حسبته أنه قال: كأنها شن، ففاضت عيناه، فقال سعد: يا رسول الله، ما هذا؟ فقال: (هذه رحمة جعلها الله في قلوب عباده، وإنما يرحم الله من عباده الرحماء).
قال الدمياطي: أما البنت فهي زينب وأما ابنها فيحتمل أن يكون هو علي بن أبي العاص بن الربيع. وقد أيد هذا القول البدر العيني في عمدة القاري، ورأى غيرهم أن المقصود في الحديث هنا ليس هو علي بن أبي العاص.
هي أمامة بنت أبي العاص بن الربيع، وابنة زينب ابنة النبي -صلى الله عليه وسلم- كبرى بناته.
من مظاهر حب النبي -صلى الله عليه وسلم- لأملمة بنت أبي العاص أنه كان يحملها على عاتقه وهو يصلي، فعن أبي قتادة الأنصاري -رضي الله عنه- قال: (رأيت النبي -صلى الله عليه وسلم- يؤم الناس وأمامة بنت أبي العاص، وهي ابنة زينب بنت النبي -صلى الله عليه وسلم- على عاتقه، فإذا ركع وضعها، وإذا رفع من السجود أعادها)مسلم
وكان النبي -صلى الله عليه وسلم- تأتيه الهدية أحيانا فيعطيها لأمامة، فعن عائشة أم المؤمنين -رضي الله عنها- قالت: أهدى النجاشي إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حلقة فيها خاتم ذهب فيه فص حبشي، فأخذه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بعود، وإنه لمعرض عنه -أو ببعض أصابعه- ثم دعا بابنة ابنته أمامة بنت أبي العاص، فقال: (تحلي بهذا يا بنية)ابن ماجه
تزوج علي بن أبي طالب أمامة بنت أبي العاص بعد موت فاطمة بناء على وصية فاطمة -رضي الله عنها-، فلما مات علي بن أبي طالب تزوجها المغيرة بن نوفل، وماتت عنده وليس لها عقب.
عبد الله بن عثمان بن عفان هو من ولد رقية ابنة النبي -صلى الله عليه وسلم-، وهي الابنة الثانية بعد زينب، وفي ترتيب الولادة الثالثة حيث إن المولود الأول للنبي -صلى الله عليه وسلم- هو القاسم.
مات عبد الله بن عثمان وهو ابن ست سنوات، فصلى عليه رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، ونزل في حفرته عثمان، ودفن بالبقيع.
الحسن بن علي بن أبي طالب، أمه فاطمة ابنة النبي -صلى الله عليه وسلم- ولدته في العام الثالث من الهجرة، وعق عنه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يوم سابعه بكبش، وحلق رأسه، وتصدق بزنة شعره فضة.
بين لنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مكانة الحسن بن علي فيما رواه أبو بكرة قال: رأيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على المنبر، والحسن بن علي إلى جنبه، وهو يقبل على الناس مرة وعليه أخرى، ويقول: (إن ابني هذا سيد، ولعل الله أن يصلح به بين فئتين عظيمتين من المسلمين)البخاري
وقد تحققت نبوءة النبي -صلى الله عليه وسلم- في الحسن من أنه سيصلح الله به بين فئتين عظيمتين من المسلمين، عندما تنازل عن الخلافة لمعاوية بن أبي سفيان حقنا لدماء المسلمين، وكان ذلك في مسجد الكوفة سنة 41 هجرية.
كان للحسن بن علي اثنا عشر ولدا من الذكور، وخمس من البنات، واستمر نسله إلى يومنا.
لما تنازل الحسن عن الخلافة لمعاوية رجع إلى المدينة المنورة ومات مسموما -رضي الله عنه-، قال الحسن في مرض موته: لقد سقيت السم مرارا، وما سقيته مثل هذه المرة، لقد لفظت طائفة من كبدي، فرأيتني أقلبها بعود معي. فقال له الإمام الحسين: يا أخي! من سقاك؟ قال: وما تريد إليه! أتريد أن تقتله؟ قال: نعم. قال: لئن كان الذي أظن فالله أشد نقمة، ولئن كان غيره ما أحب أن تقتل بي بريئا.
وكان الحسن يريد أن يدفن بجوار النبي -صلى الله عليه وسلم- ووافقت عائشة على ذلك لكن عبد الملك بن مروان منع ذلك وقال: لم يدفنوا عثمان ويريدون دفن الحسن ومات الحسن سنة 59 هجرية وهو في السادسة والأربعين ودفن بجوار أمه.
هو الحسين بن علي بن أبي طالب وهو ابن فاطمة -رضي الله عنها-، وأخو الحسن بن علي وهو أصغر منه، ولد بالمدينة المنورة سنة أربع من الهجرة،
قال عنه النبي -صلى الله عليه وسلم- وأخيه الحسن: (الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة)أحمد.
وقال رسول الله -صلي الله عليه وسلم – عن الحسن والحسين: (هما رَيحانتَي من الدنيا)أحمد
قال الذهبي في سير أعلام النبلاء: “أَولاَدُ الحُسَيْنِ هُمْ: عَلِيٌّ الأَكْبَرُ الَّذِي قُتِلَ مَعَ أَبِيْهِ، وَعَلِيٌّ زِينُ العَابِديْنَ، وَذُرِّيَتُهُ عَدَدٌ كَثِيْرٌ، وَجَعْفَرٌ، وَعَبْدُ اللهِ ، وَلَمْ يُعْقِبَا”.
كان سبب استشهاد الحسين بن علي ما ذكره ابن العماد في شذرات الذهب: “أنه كان قد أبى من البيعة ليزيد حين بايع له أبوه رابع أربعة عبد الله بن عمر، وعبد الله بن الزبير، وعبد الرحمن بن أبي بكر”.
فلما مات معاوية طلب أهل العراق من الحسين القدوم عليهم ليبايعوه فلما قدم عليهم بجميع أهله حتى بلغ كربلاء وهو موضع بقرب الكوفة، عرض له عبد الله بن زياد، فقتله وقتلوا معه ولديه واستشهد معه معظم رجاله، ووجد في جسده ثلاثة وثلاثون جرحا، واستشهد الإمام الحسين -رضي الله عنه- في المحرم يوم عاشوراء سنة 61 هجرية.
أم كلثوم بنت علي بن أبي طالب وهي بنت فاطمة ابنة النبي -صلى الله عليه وسلم-.
تزوج أم كلثوم بنت علي بن أبي طالب، عمر بن الخطاب، وكان مهرها أربعين ألف دينار، وولدت لعمر زيد ورقية، ولما توفي عمر بن الخطاب تزوجها عون بن جعفر، وتوفيت أم كلثوم وابنها زيد بن عمر في وقت متقارب.
زينب بنت علي بن أبي طالب وأمها فاطمة ابنة النبي -صلى الله عليه وسلم-.
تزوج زينب بنت علي بن أبي طالب، عبد الله بن جعفر الطيار، وكانت مع أخيها الحسين في كربلاء، واستشهد ولدها عدي بن عبد الله بن جعفر في ميدان كربلاء.
زاد البعض في أبناء علي بن أبي طالب وفاطمة ولدا يسمى محسن وبنتا تسمى رقية وقد مات كل منهما صغيرا.