أبناء أعمام النبي -صلى الله عليه وسلم-
كان للحارث بن عبد المطلب عم النبي -صلى الله عليه وسلم- عدد من الأبناء وهم: توفل وأبو سفيان وربيعة وعبد الله وعبيدة والحصين والطفيل.
هو نوفل بن الحارث بن عبد المطلب الهاشمي القرشي، يكنى أبا الحارث، ابن عم رسول الله، وكان أكبر إخوته.
أسر نوفل بن ربيعة يوم بدر وفداه العباس، ثم أسلم وهاجر أيام الخندق، وآخى رسول الله بينه وبين العباس، وكانا شريكين في الجاهلية في المال متحابين، وشهد نوفل مع النبي -صلى الله عليه وسلم- فتح مكة.
وشهد غزوة حنين والطائف، وأعان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يوم حنين بثلاثة آلاف رمح.
قال ابن عبد البرّ: مات في أيام عمر، فمشى في جنازته.
هو عبيدة بن الحارث بن عبد المطلب يكنى أبا الحارث كان أسن من النبي -صلى الله عليه وسلم- بعشر سنين.
كان إسلام عبيدة بن الحارث قبل دخول رسول الله -صلى الله عليه وسلم- دار الأرقم بن أبي الأرقم، وكانت هجرته إلى المدينة مع أخويه الطفيل والحصين بن الحارث بن المطلب ومعه مسطح بن أثاثة.
قال ابن إسحاق: أول سرية بعثها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مع عبيدة ابن الحارث في ربيع الأول سنة اثنتين في ثمانين راكبا.
ويقال في ستين من المهاجرين، ليس فيها من الأنصار أحد، وبلغ سيف البحر حتى بلغ ماء بالحجاز بأسفل ثنية المرة، فلقي بها جمعا من قريش، ولم يكن فيهم قتال، غير أن سعد بن مالك رمي بسهم يومئذ، فكان أول سهم رمي به في الإسلام.
قال ابن إسحاق: راية عبيدة أول راية عقدها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في الإسلام، ثم شهد عبيدة بن الحارث بدرا، فكان له فيها غناء عظيم، ومشهد كريم، وكان أسن المسلمين يومئذ، قطع عتبة بن ربيعة رجله يومئذ. وقيل: بل قطع رجله شيبة بن ربيعة فارتث منها، فمات بالصفراء على ليلة من بدر. وقيل: كان لعبيدة بن الحارث يوم قتل ثلاث وستون سنة، وكان رجلا مربوعا حسن الوجه.
هو المغيرة بن الحارث بن عبد المطلب بن هاشم القرشي الهاشمي، ويكنى بأبي سفيان بن الحارث، وقد غلبت عليه كنيته، وأمه غزية بنت قيس، والحارث بن عبد المطلب هو عم النبي -صلى الله عليه وسلم-.
كان أبو سفيان بن الحارث أخو النبي -صلى الله عليه وسلم- من الرضاعة حيث أرضعتهما حليمة بنت أبي ذؤيب السعدية، وكان أبو سفيان من الذين يشبهون رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.
كان إسلام أبي سفيان بن الحارث في يوم الفتح قبل دخول النبي -صلى الله عليه وسلم- مكة حيث لقي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- هو وولده جعفر بالأبواء فأسلم.
مات أبو سفيان سنة عشرين من الهجرة، وكان سبب موته أنه حج فلما حلق الحلاق رأسه قطع ثؤلولا كان في رأسه فلم يزل مريضا منه حتى مات، وصلى عليه عمر بن الخطاب.
هو ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب بن هاشم، يكنى أبا أروى، وكان ربيعة أكبر من عمه العباس بسنتين.
ذكره النبي -صلى الله عليه وسلم- يوم فتح مكة في حجة الوداع فقال: (… وإن أول دم أضع من دمائنا دم ابن ربيعة بن الحارث، كان مسترضعا في بني سعد فقتلته هذيل…)مسلم
وذلك أنه قتل لربيعة بن الحارث ابن في الجاهلية يسمى آدم، وقيل تمام، فأبطل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الطلب به في الإسلام.
مات ربيعة في خلافة عمر قبل أخويه: نوفل، وأبي سفيان. وقيل: مات سنة ثلاث وعشرين بالمدينة.
هو عبد الله بن الحارث بن عبد المطلب بن هاشم كان يسمى في الجاهلية عبد شمس فسماه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عبد الله.
مات بالصفراء في حياة رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فدفنه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في قميصه، وقال له: سعيد أدركته السعادة. وقال الدّار الدّارقطنيّ في كتاب الإخوة: لا عقب له ولا رواية.
الحصين بن الحارث بن المطلب بن عبد مناف بن قصي القرشي المطلبي، وكان الحصين شاعرا وأمه أم عبد الله بنت عدي بنت خويلد الأسدية بنت أخي خديجة أم المؤمنين.
شهد بدرا هو وأخواه عبيدة والطفيل بن الحارث، فقتل عبيدة ببدر شهيدا، ومات الحصين والطفيل جميعا سنة ثلاثين.
الطفيل بن الحارث بن عبد المطلب بن عبد مناف بن قصي القرشي المطلبي.
شهد الطفيل بن الحارث غزوة بدر هو وأخواه: عبيدة بن الحارث، والحصين بن الحارث، وقتل أخوهما عبيدة بن الحارث ببدر. وشهد الطفيل وحصين أحدا وسائر المشاهد مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.
مات طفيل وحصين جميعا في سنة ثلاث وثلاثين من الهجرة في عام واحد، مات الطفيل ثم تلاه الحصين بعده بأربعة أشهر.
أبناء الزبير بن عبد المطلب هم: الطاهر وضباعة وأم حكيم وعبد الله.
هو الطاهر بن الزبير بن عبد المطلب، ابن عم النبي -صلى الله عليه وسلم- وكان من أظرف فتيان قريش وبه سمى رسول الله ابنه الطاهر.
هي ضباعة بنت الزبير بن عبد المطلب بن هاشم، ابنة عم النبي -صلى الله عليه وسلم- تزوجها المقداد بن عمرو البهراني حليف بني زهرة، ويعرف بالمقداد بن الأسود لتبنيه له، ولدت له عبد الله وكريمة، وقتل عبد الله يوم الجمل.
هي أم حكيم بنت الزبير بن عبد المطلب ابنة عم النبي -صلى الله عليه وسلم- وقيل: اسمها صفية ويقال: هي أم الحكم، وقيل هي ضباعة.
قال خليفة: حدثني غير واحد من بني هاشم أنهم لا يعرفون للزبير بن عبد المطلب بنتا غير ضباعة.
كانت أم حكيم بنت الزبير تحت ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب، أسلمت وهاجرت.
روى عنها ابنها ابن أم حكيم بنت الزبير عن عبد الله بن الحارث بن نوفل أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- دخل على ضباعة بنت الزبير فنهش عندها كتفا ثم صلى وما توضأ من ذلك.
هو عبد الله بن الزبير بن عبد الطلب ابن عم النبي -صلى الله عليه وسلم- وأمه عاتكة ابنة أبي وهب، لا نسل له.
أدرك الإسلام وأسلم وثبت مع النبي -صلى الله عليه وسلم- يوم حنين فيمن ثبت يومئذ.
قتل عبد الله بن الزبير بن عبد المطلب يوم أجنادين في خلافة أبي بكر الصديق، ووجد عنده عصبة من الروم قد قتلهم ثم أثخنته الجراح فمات.
روت عنه أختاه ضباعة وأم حكيم، وكانت سنه يوم توفي النبي -صلى الله عليه وسلم- نحوا من ثلاثين سنة.
كان لأبي لهب أربعة من الأبناء وهم: عتبة ومعتب وعتيبة ودرة أسلموا جميعا، وحسن إسلامهم إلا عتيبة بن أبي لهب، فإنه مات كافرا.
هو عتبة بن أبي لهب واسم أبي لهب عبد العزى بن عبد المطلب بن هاشم القرشي الهاشمي، واسم أمه أم جميل ابنة حرب بن أمية.
كانت رقية بنت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مخطوبة لعتبة بن أبي لهب، فلما بعث النبي -صلى الله عليه وسلم- وكان أبو لهب ألد الأعداء له أمر أبو لهب ولده عتبه بأن يفارق ابنة النبي -صلى الله عليه وسلم- ففارقها، فتزوجت بعد ذلك عثمان بن عفان.
أسلم عتبة هو وأخوه معتب يوم فتح مكة، فبعث العباس إليهما فأتيا فأسلما، فسر النبي -صلى الله عليه وسلم- بإسلامهما، ودعا لهما.
شهد عتبة ومعتب مع النبي -صلى الله عليه وسلم- غزوة حنين وكانا ممن ثبتا ولم ينهزما، وشهدا غزوة الطائف، وفقئت عين معتب يوم حنين، ولم يخرجا عن مكة ولم يأتيا المدينة، ولهما ذرية وعقب عند أهل النسب.
عتيبة بن أبي لهب هو الوحيد من بين أبناء أبي جهل الذي مات كافرا.
كانت أم كلثوم بنت النبي -صلى الله عليه وسلم- مخطوبة عتيبة بن أبي لهب، فلما بعث النبي -صلى الله عليه وسلم- بالرسالة استجاب لطلب أبيه بفراق ابنة رسول الله ففارقها، فتزوجت فيما بعد عثمان بن عفان بعد موت زوجته رقية ابنة النبي -صلى الله عليه وسلم-.
عن هبار بن الأسود، قال: كان أبو لهب وابنه عتيبة قد تجهزا إلي الشام، وتجهزت معه، فقال ابنه عتيبة:
لأنطلقنّ إليه، ولأوذينه في ربه، فانطلق حتى أتى النبي -صلّى اللَّه عليه وسلم- فقال: يا محمد هو يكفر بالذي دَنا فَتَدَلَّى* فَكانَ قابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنى.
فقال رسول اللَّه -صلّى اللَّه عليه وسلم-: اللَّهمّ ابعث عليه كلبا من كلابك.
ثم انصرف عنه، فرجع إليه، فقال: أي بني! ما قلت له؟ قال: كفرت بإلهه الّذي يعبد، قال: فماذا قال لك؟ قال: قال: اللَّهمّ ابعث عليه كلبا من كلابك.
قال: أي بني! واللَّه ما آمن عليك دعوة محمد، قال: فسرنا حتى نزلنا الشراة -وهي مأسدة- فنزلنا إلى صومعة راهب فقال: يا معشر العرب! ما أنزلكم هذه البلاد وإنها مسرح الضيغم؟
فقال لنا أبو لهب: إنكم قد عرفتم سني وحقي؟ قلنا: أجل، فقال: إن محمدا قد دعا على ابني دعوة، واللَّه لا آمنها عليه، فاجمعوا متاعكم إلي هذه الصومعة، ثم افترشوا لابني عتيبة عليه، ثم افترشوا حوله.
قال: ففعلنا، جمعنا المتاع حتى ارتفع، ثم فرشنا له عليه، وفرشنا حوله فبتنا نحن حوله، وأبو لهب معنا أسفل، وبات هو فوق المتاع.
فجاء الأسد فشم وجوهنا، فلما لم يجد ما يريد، تقبض ثم وثب، فإذا هو فوق المتاع، فشم وجهه، ثم هزمه هزمة فنضخ رأسه.
فقال: سبعي يا كلب لم يقدر على غيرك، ووثبنا، فانطلق الأسد، وقد نضخ رأسه، فقال أبو لهب: قد عرفت واللَّه ما كان لينفلت من دعوة محمد -صلّى اللَّه عليه وسلم-
درة بنت أبي لهب بن عبد المطلب، بنت عم النبي -صلى الله عليه وسلم- هاجرت إلى المدينة، وقد ورد ذكرها باسم سبيعة بنت أبي لهب، وقال ابن حجر: يحتمل أن يكون لها اسمان أو أحدهما لقب.
كانت زوجة للحارث بن نوفل بن الحارث بن عبد المطلب، فولدت له عتبة ووليدا وأبا مسلم، وقتل زوجها يوم بدر كافرا فخلف عليها دحية بن خليفة الكلبي.
أبناء أبي طالب عم النبي -صلى الله عليه وسلم- هم: طالب وعقيل وجعفر وعلي وأم هانئ وطالب، لم يسلم طالب، والباقون أسلموا وصدقوا النبي -صلى الله عليه وسلم- لكن منهم من كان من السابقين ومنهم من تأخر إسلامه.
أمُّ هانئ أبي طالب عبد مناف بن عبد المطلب اسمها فاختة وقيل : هند بنت عم النبي -صلى الله عليه وسلم-، وأمها فاطمة بنت أسد، وهي أخت علي بن أبي طالب وجعفر وعقيل.
تأخر إسلام أم هانئ، حيث أسلمت عام الفتح، ولما أسلمت هرب زوجها هبيرة إلى نجران، وفرق الإسلام بينها وبين زوجها.
وروي أن النبي -صلى الله عليه وسلم- دخل عليها يوم فتح مكة، وصلى عندها صلاة الضحى ثماني ركعات.
روى البخاري في صحيحه عن ابن أبي ليلى قال: ما أنبأنا أحد أنه رأى النبي -صلى الله عليه وسلم- صلى الضحى غير أم هانئ، ذكرت:
أن النبي -صلى الله عليه وسلم- يوم فتح مكة اغتسل في بيتها، فصلى ثمان ركعات، فما رأيته صلى صلاة أخف منها، غير أنه يتم الركوع والسجود.
عاشت أم هانئ بنت أبي طالب بعد أخيها علي بن أبي طالب، وقد توفي علي بن أبي طالب سنة 40 هـ
هو عقيل بن أبي طالب بن عبد المطلب الهاشمي، يكنى أبا يزيد، وهو أكبر إخوته وآخرهم موتا، فهو أكبر من أخيه جعفر بعشر سنين، وكان جعفر أكبر من علي بعشر سنين.
كان عقيل بن أبي طالب من أعلم الناس بأيام العرب، لكنهم كانوا يبغضونه؛ لأنه كان يعد مساويهم، من أجل ذلك عادوه واتهموه بالحمق واختلقوا عليه الكثير من الأحاديث.
خرج عقيل في غزوة بدر مع المشركين مكرها، ووقع أسيرا ففداه عمه العباس، ثم أتى مسلما قبل الحديبية، وشهد غزوة مؤتة.
غاضب عقيل بن أبي طالب أخاه عليا وخرج إلى معاوية بالشام، فقد قدم عقيل إلى البصرة ثم نزل الكوفة ثم أتى بلاد الشام في خلافة معاوية بن أبي سفيان.
توفي عقيل بن أبي طالب في خلافة معاوية بن أبي سفيان، وقدم ابنه مسلم إلى الكوفة نائبا للحسين واستشهد سنة 59هـن واستشهد محمد وعبد الرحمن ابنا عقيل بن أبي طالب في كربلاء.
هو جعفر بن أبي طالب يسمى يلقب بالطيار، وأسلم قديما، وهو شقيق علي بن أبي طالب وكان أكبر منه بعشر سنين.
أسلم جعفر بن أبي طالب قديما، وهاجر إلى الحبشة ومعه زوجته أسماء بنت عميس، وكان أميرا على المهاجرين الذين هاجروا إلى أرض الحبشة، وهو الذي ألقى خطبته أمام ملك الحبشة.
وقدم من الحبشة إلى المدينة في السنة السابعة من الهجرة، حيث كان النبي -صلى الله عليه وسلم- قد خرج في غزوة خيبر، فانطلق جعفر للقاء النبي فقال النبي -صلى الله عليه وسلم -: (ما أدري بأيهما أنا أشد فرحا، أبقدوم جعفر أم بفتح خيبر). ومن مناقبه قول النبي -صلى الله عليه وسلم- له: (أشبهت خلقي وخلقي)البخاري
شهد غزوة مؤتة واستشهد فيها، وقد قطعت يداه في تلك الغزوة، وكان عمره يوم قتل إحدى وأربعين سنة.
علي بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم، أبو الحسن، هو أول من أسلم من الصبيان، وزوجته فاطمة بنت النبي -صلى الله عليه وسلم-، ومن أبنائه الحسن والحسين. وله أبناء آخرون من غير فاطمة -رضي الله عنها- حيث تزوج بعد موت فاطمة. ولد قبل بعثة النبي -صلى الله عليه وسلم- بعشر سنين، ورباه النبي -صلى الله عليه وسلم- ونشأ في حجره.
شهد مع رسول الله المشاهد كلها إلا غزوة تبوك، حيث قال له النبي -صلى الله عليه وسلم- حين خرج إلى تبوك، وخلفه على أهله وعياله، وأمره أن يقيم فيهم: (أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى)البخاري.
فكان علي بن أبي طالب كهارون حين خلفه موسى -عليهما السلام- على بني إسرائيل لما ذهب لميقات ربه.
وكان اللواء بيده في أكثر المشاهد، ولما آخى النبيّ -صلى اللَّه عليه وسلّم- بين المهاجرين والأنصار حين هاجر إلى المدينة قال له: أنت أخي.
لعل بن أبي طالب الكثير من المناقب حيث قال الإمام أحمد: لم ينقل لأحد من الصحابة ما نقل لعلي. وكان ذلك بسبب بغض بني أمية له فكان كل من عنده شيء من مناقبه حدث به نكاية في بني أمية واعترافا بفضله.
ومن مناقبه: أن معاوية بن أبي سفيان أمر سعد بن أبي وقاص فقال: ما يمنعك أن تسب أبا تراب، قال: أما ما ذكرت ثلاثا قالهن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فلن أسبه.
لأن تكون لي واحدة منهن أحب إلي من حمر النعم. سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول لعلي وخلفه في بعض مغازيه، فقال له علي: يا رسول الله تخلفني مع النساء والصبيان؟
فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبوة بعدي)
وسمعته يقول يوم خيبر: (لأعطين الراية رجلا يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله) قال: فتطاولنا لها، فقال: (ادعوا لي عليا، فأتاه وبه رمد، فبصق في عينه)، فدفع الراية إليه، ففتح الله عليه.
وأنزلت هذه الآية: (فقل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم)، دعا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عليا وفاطمة وحسنا وحسينا فقال: (اللهم هؤلاء أهلي)الترمذي
كان علي بن أبي طالب واحدا من أهل الشورى الذين اختارهم عمر لاختيار الخليفة من بعده، وقد انتهت هذه الشورى باختيار عثمان بن عفان خليفة للمسلمين.
فلما قتل عثمان بايع الناس علي بن أبي طالب خليفة للمسلمين، ثم قام جماعة من الصحابة يطالبون عليا بدم عثمان منهم طلحة والزبير وعائشة فكانت وقعة الجمل.
ثم قام بعد ذلك معاوية بن أبي سفيان مطالبا بدم عثمان وكان أميرا على الشام لعثمان قبل قتله ولعمر قبل عثمان، فكانت وقعة صفين.
قتل علي بن أبي طالب ليلة السابع والعشرين من شهر رمضان، سنة أربعين من الهجرة، وكانت مدة خلافته خمس سنين إلا ثلاثة أشهر ونصف.
أبناء حمزة بن عبد المطلب هم: عمارة ويعلى وفاطمة وأمامة.
هو عمارة بن حمزة بن عبد المطلب بن هاشم، وحمزة والده سيد الشهداء، وأمه خولة بنت قيس من بني مالك بن النجار، وكان يكنى حمزة بولده عمارة فيقال: أبو عمارة، فهو أكبر ولد حمزة، وقيل كان يكنى بولديه يعلى وعمارة، ولا عقب لحمزة.
توفي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ولعمارة ويعلى ابني حمزة أعوام، قال أبو عمر بن عبد البر: لا أحفظ لواحد منهما رواية.
هو يعلى بن حمزة بن عبد المطلب، ابن عم النبي -صلى الله عليه وسلم- ولم يكن لأحد من بني حمزة ذرية إلا يعلى وحده، فإنه ولد له خمسة رجال لصلبه، وماتوا كلهم من غير عقب، فلم يبق لحمزة نسل.
هي فاطمة بنت حمزة بن عبد المطلب القرشية الهاشمية ابنة عم النبي -صلى الله عليه وسلم- وقيل اسمها أمامة، وقيل عمارة. قال أبو نعيم: وتكنى بأم الفضل، وأمها سلمى بنت عميس.
إن كانت فاطمة هي أمامة فهي التي زوجها النبي -صلى الله عليه وسلم- سلمة بن أبي سلمة بن عبد الأسد، وهو ولد أم سلمة التي تزوجها النبي -صلى الله عليه وسلم- بعد موت زوجها سلمة.
إن كانت هي غير فاطمة بنت حمزة فهي أمامة بنت حمزة بن عبد المطلب وأمها سلمى بنت عميس، ابنة عم النبي -صلى الله عليه وسلم-، وهي التي اختصم فيها علي بن أبي طالب، وجعفر بن أبي طالب، وزيد بن حارثة، لما خرجت من مكة وأرادت أن يأخذوها معهم إلى المدينة.
عن البراء -رضي الله عنه- روى حديثا طويلا في صلح الحديبية فقال: …فخرج النبي -صلى الله عليه وسلم- فتبعتهم ابنة حمزة: يا عم يا عم، فتناولها علي، فأخذها بيدها، وقال لفاطمة -عليها السلام-: دونك ابنة عمك احملها، فاختصم فيها علي وزيد وجعفر، فقال علي: أنا أحق بها، وهي ابنة عمي، وقال جعفر: ابنة عمي وخالتها تحتي، وقال زيد: ابنة أخي، فقضى بها النبي -صلى الله عليه وسلم- لخالتها، وقال: (الخالة بمنزلة الأم). وقال لعلي: (أنت مني وأنا منك). وقال لجعفر: (أشبهت خلقي وخلقي). وقال لزيد: (أنت أخونا ومولانا)البخاري
لما عُرِضت أمامة بنت حمزة على النبي -صلى الله عليه وسلم- ليتزوجها فقال إنها ابنة أخي من الرضاعة. قال علي بن أبي طالب للنبي -صلى الله عليه وسلم-: ألا تتزوج بنت حمزة؟ قال: (إنها ابنة أخي من الرضاعة)البخاري
أبناء العباس بن عبد المطلب عم النبي -صلى الله عليه وسلم- هم: الفضل وعبد الله وعبيد الله وقثم ومعبد وام حبيب كلهم أسلم وأبلوا بلاء حسنا.
هو الفضل بن العباس بن عبد المطلب القرشي الهاشمي، وهو أكبر أولاد العباس، وأمه أم الفضل لبابة بنت الحارث الكبرى.
كان الفضل بن العباس من أجمل الناس وجها، لم يترك ولدا إلا أم كلثوم، والتي تزوجها الحسن بن علي ثم فارقها فتزوجها أبو موسى الأشعري.
غزا الفضل بن العباس مع النبي -صلى الله عليه وسلم- يوم فتح مكة وحنين، وشهد معه حجة الوداع، وشهد غسل النبي -صلى الله عليه وسلم- وهو الذي كان يصب الماء على علي يومئذ.
حج الفضل بن العباس في حجة الوداع وكان النبي -صلى الله عليه وسلم- يردفه خلفه على دابته، فعن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال:
كان الفضل رديف رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فجاءت امرأة من خثعم، فجعل الفضل ينظر إليها وتنظر إليه.
وجعل النبي -صلى الله عليه وسلم- يصرف وجه الفضل إلى الشق الآخر، فقالت: يا رسول الله، إن فريضة الله على عباده في الحج أدركت أبي شيخا كبيرا، لا يثبت على الراحلة، أفأحج عنه. قال: (نعم). وذلك في حجة الوداع.البخاري
اختلف الرواة في يوم وفاته فقيل: أصيب في يوم أجنادين في خلافة أبي بكر الصديق، سنة ثلاث عشرة، وقيل: قتل يوم مرج الصفر وذلك سنة ثلاث عشرة أيضا.
وقيل مات في طاعون عمواس سنة ثمان عشرة.
هو عبد الله بن العباس بن عبد المطلب بن هاشم، كان يكنى أبا العباس باسم ولده الأكبر.
كان عمر عبد الله بن عباس يوم وفاة النبي -صلى الله عليه وسلم- ثلاث عشرة سنة، فقد ولد في شعب أبي طالب أثناء الحصار الذي فرضته قريش على بني هاشم، وعلى هذا فقد ولد عبد الله بن عباس قبل الهجرة بثلاث سنوات.
دعا النبي -صلى الله عليه وسلم- لعبد الله بن عباس بالفقه في الدين، فعن ابن عباس:
أن النبي -صلى الله عليه وسلم- دخل الخلاء، فوضعت له وضوءا، قال: (من وضع هذا). فأخبر، فقال: (اللهم فقهه في الدين)البخاري
عن عطاء قال: كان ناس يأتون ابن عباس في الشعر والأنساب، وناس يأتون لأيام الحرب ووقائعها، وناس يأتون للعلم والفقه، ما منهم صنف إلا يقبل عليهم بما شاءوا.
توفي عبد الله بن عباس سنة ثمان وستين في أيام ابن الزبير.
هو عبيد الله بن العباس بن عبد المطلب، كان يكنى أبا محمد باسم ولده محمد، وزوجته الفرعة بنت قطن.
كان عبيد الله بن العباس أصغر سنا من عبد الله بن العباس بسنة، فقبض رسول الله وهو ابن اثنتي عشرة سنة، وقد رأى النبي -صلى الله عليه وسلم- وسمع منه، وقال ابن حبان: له صحبة.
قال الزّبير: كان سخيا جوادا، وكان ينحر ويذبح ويطعم في موضع المجزرة بالسوق بمكة.
وكان عبيد الله بن العباس أحد الأجواد، وكان يقال: من أراد الجمال والفقه والسخاء فليأت دار العباس، الجمال للفضل، والفقه لعبد الله، والسخاء لعبيد الله.
استعمله عليّ بن أبي طالب على اليمن، وحجّ بالناس سنة ست وثلاثين.
توفي عبيد الله بن عباس بالمدينة في أيام يزيد بن معاوية.
هو قثم بن العباس بن عبد المطلب، ليس له ذرية، وكان النبي -صلى الله عليه وسلم- يحبه وكان يشبه به، ولا يصح له سماع من النبي -صلى الله عليه وسلم-.
عن أيوب: ذكر شر الثلاثة عند عكرمة فقال : قال ابن عباس: أتى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وقد حمل قثم بين يديه، والفضل خلفه، أو قثم خلفه، والفضل بين يديه. فأيهم شر، أو أيهم خير؟البخاري
ومعنى: شر الثلاثة. أي أن ركوب الثلاثة على الدابة شر وظلم لها، فهل المقدم على ظهر الدابة شر أم المؤخر، فأنكر عكرمة ذلك، واستدل بفعل النبي -صلى الله عليه وسلم- على جوازه.
كان قثم واليا لعلي بن أبي طالب على مكة فلم يزل واليا بها حتى قتل علي -رضي الله عنه-.
مات قثم بسمرقند واستشهد بها، وكان قد خرج إليها مع سعيد بن عثمان بن عفان زمن معاوية.
هو معبد بن العباس بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف، وكان من أصاغر ولد العباس، وله أولاد وذرية. ولد على عهد النبي -صلى الله عليه وسلم- ولم يحفظ عنه، قتل بإفريقية شهيدا سنة خمس وثلاثين في زمن عثمان، وكان غزاها مع ابن أبي السرح.
أم حبيب أو أم حبيبة بنت العباس بن عبد المطلب فهي شقيقة الفضل وعبد الله، تزوجها الأسود بن سنان بن عبد الأسد المخزومي. وكانت تدب بين يدي النبي -صلى الله عليه وسلم- وهي صغيرة ومات النبي قبل أن تبلغ أم حبيبة، وذكرها ابن سعد في الصحابيات