أبناء النبي -صلى الله عليه وسلم-

أبناء النبي الذكور والإناث

كان للنبي -صلى الله عليه وسلم- ثلاثة أبناء ذكور وهم: القاسم وعبد الله وإبراهيم، وأربعة أبناء إناث وهم: زينب، ورقية وأم كلثوم، وفاطمة، وكلهم من خديجة إلا إبراهيم فإنه من مارية القبطية.

كل أبناء النبي -صلى الله عليه وسلم- ماتوا في حياته إلا فاطمة فهي التي ماتت بعد وفاته بستة أشهر -رضي الله عنهم أجمعين-.

القاسم بن النبي -صلى الله عليه وسلم- هو أول مولود ولد للنبي -صلى الله عليه وسلم- من خديجة -رضي الله عنها- بمكة قبل البعثة.

وكان النبي -صلى الله عليه وسلم- يكنى به فيقال له: أبو القاسم، وذلك على عادة العرب.
وقد نهى النبي -صلى الله عليه وسلم- عن الجمع بين اسمه وكنيته، فعن أبي هريرة -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم-:
(تسموا ‌باسمي ولا تكنوا بِكُنْيَتِي…)البخاري
واختلف الفقهاء في حكم هذا النهي الوارد في الحديث فذهب الحنفية إلى أن هذا منسوخ، وقال المالكية: هو خاص بحياته -صلى الله عليه وسلم- وحمل البعض هذا النهي على الكراهة والبعض الآخر حمله على التحريم.

مات القاسم بن النبي -صلى الله عليه وسلم- بمكة قبل البعثة وهو لا يزال يحبو، فقد عاش سبعة أشهر فقط.

ولدت زينب النبي -صلى الله عليه وسلم- قبل البعثة في مكة من خديجة -رضي الله عنها- وهي الابنة الثانية بعد القاسم في ترتيب أبناء النبي -صلى الله عليه وسلم- وهي أكبر بناته صلى الله عليه وسلم.
تزوجت زينب -رضي الله عنها- من أبي العاص بن الربيع وهو ابن خالتها هالة بنت خويلد، وكان أبو العاص من رجال مكة المعدودين مالا وأمانة وتجارة، وكان ذلك قبل البعثة.

لما بعث الله نبيه بالنبوة آمنت خديجة وكل بناتها ومنهم زينب، لكن أبا العاص تثبت على شركه وكان يحب زينب ويكرمها فبقيت معه على إسلامها وهو على شركه حتى أنه رفض طلاقها لما طلب المشركون منه ذلك.
فلما خرجت قريش لحرب النبي -صلى الله عليه وسلم- في غزوة بدر كان أبو العاص زوج زينب ممن خرج للحرب وكان ممن وقعوا في الأسر.
وقد بعثت زينب بقلادة ذهبية كانت قد أهدتها لها أمها خديجة يوم زواجها بأبي العاص ، فلما رآها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- تذكر خديجة وابنته زينب فرق قلبه ودمعت عيناه وقال لأصحابه: “إن رأيتم أن تطلقوا لها أسيرها وتردوا عليها مالها فافعلوا”.
واشترط عليه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن يرسل له زينب، وإن أسلم هو أن يلحق بها، فوفى بعهده للنبي -صلى الله عليه وسلم- وأرسل زينب.
ثم أسلم هو بعد فترة، ورد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ابنته عليه على النكاح الأول بعد فراق دام ست سنوات.

كان من أبناء زينب وأبي العاص علي وأمامة، وعلي بن أبي العاص هو الذي ردف النبي -صلى الله عليه وسلم- على ناقته يوم فتح مكة وتوفي في عمر الشباب، وأمامة التي كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يحبها ويحملها على عنقه في الصلاة.

ماتت زينب -رضي الله عنه- سنة ثمان من الهجرة، ودفنت بالبقيع، وتوفي أبو العاص زوجها سنة اثنتى عشرة في خلافة أبي بكر الصديق.

رقية ابنة النبي -صلى الله عليه وسلم- هي الثانية من بنات النبي وهي في ترتيب الولادة الثالثة من خديجة -رضي الله عنها-.

خطبها عتبة بن أبي لهب، لكن لما بعث النبي -صلى الله عليه وسلم- بالرسالة وكان أبو لهب من أشد أعدائه حرض ولده على طلاقها فطلها استجابه لأبيه.
وتزوجت عثمان بن عفان وولدت له ولدا اسمه عبد الله لكنه مات صغيرا، وهاجرت مع عثمان إلى الحبشة ثم إلى المدينة.

لازم المرض رقية -رضي الله عنها- بعد الهجرة حتى وافاها أجلها بعد عودة المسلمين من غزوة بدر، فقد أمر النبي -صلى الله عليه وسلم- عثمان ألا يخرج لغزوة بدر حتى يقوم على تمريض ابنته، لكنها ماتت أثناء عودتهم من بدر، فلما قدم النبي -صلى الله عليه وسلم- المدينة لقي عثمان راجعا من البقيع من دفن ابنته -رضي الله عنها-.

أم كلثوم ابنة النبي -صلى الله عليه وسلم- هي الابنة الثالثة من بنات النبي -صلى الله عليه وسلم- وهي في ترتيب الأبناء الرابعة من خديجة -رضي الله عنها-

كانت قد خطبها عتيبة بن أبي لهب لكن طلقها بعد بعثة النبي -صلى الله عليه وسلم- بتحريض من أبيه فاستجاب له.
وقد هاجرت إلى المدينة مع أختها فاطمة وعاشت مع أبيها فلما توفيت رقية زوجة عثمان بن عفان، زَوَّج النبي -صلى الله عليه وسلم- عثمان أم كلثوم، لذلك عرف عثمان بذي النورين؛ لأنه تزوج ابنتين من بنات النبي -صلى الله عليه وسلم-، واستمرت معه ولم تلد له.

ماتت أم كلثوم -رضي الله عنها- سنة تسع من الهجرة، ودفنت بالبقيع وقد روى البخاري أن النبي -صلى الله عليه وسلم- نزل في حفرتها وجلس على قبرها.

فاطمة ابنة النبي -صلى الله عليه وسلم- هي أصغر بناته من خديجة -رضي الله عنها- كان مولدها سنة إحدى وأربعين من مولد النبي -صلى الله عليه وسلم- حيث ولدت بعد البعثة.

كان زوج فاطمة هو علي بن أبي طالب ابن عم النبي -صلى الله عليه وسلم-، وقد زوجها النبي -صلى الله عليه وسلم- لعلي بن أبي طالب بعد غزوة بدر وقبل غزوة أحد.

ورد في فضائل فاطمة رضي الله عنها الكثير من الفضائل التي تبين منزلتها الخاصة عند أبيها، منها قول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (‌فاطمة ‌بضعة مني، فمن أغضبها أغضبني)البخاري

ولدت فاطمة -رضي الله عنها- من علي بن أبي طالب عدد من الأبناء وهم: الحسن والحسين ومحسن، وأم كلثوم وزينب.

توفيت فاطمة -رضي الله عنها- سنة إحدى عشرة من الهجرة وكانت قد أوصت قبل موتها أن تغسلها فاطمة بنت عميس مع زوجها علي بن أبي طالب، وكانت أول أهل البيت الذين ماتوا بعد النبي -صلى الله عليه سلم- حيث ماتت بعده بستة أشهر، وقيل: كان عمرها يوم وفاتها ثلاثون عاما.

عبد الله بن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يلقب بالطيب والطاهر، وقد ولد من خديجة -رضي الله عنها- بمكة بعد بعثة النبي -صلى الله عليه وسلم- بالنبوة.

ترتيب ولادة عبد الله بين أبناء النبي -صلى الله عليه وسلم- السادس، وقد مات صغيرا بمكة.

نزلت سورة الكوثر بعد وفاته عبد الله بن النبي -صلى الله عليه وسلم- حيث شمت المشركون في رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وقالوا: سيكون مقطوع الأثر لأنه ليس له أبناء ذكور يحملون اسمه من بعده.
فأخبرهم الله أن أثرهم هو المقطوع وليس أثر النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال الله: (إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ ‌الْكَوْثَرَ فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ).
والمعنى: إن عدوك ومبغضك يا محمد هو المقطوع الذكر والأثر أما أنت فسيبقى ذكرك في العالمين.
وقد حقق الله ذلك فاسم النبي -صلى الله عليه وسلم- يذكر عند الأذان للصلاة في كل يوم خمس مرات.
ويذكر عند الإقامة للصلاة في كل يوم خمس مرات، ويذكر اسم النبي -صلى الله عليه وسلم- في كل صلاة في التشهد حيث ننطق الشهادة ونصلي عليه.

إبراهيم بن النبي -صلى الله عليه وسلم- ولد بالمدينة، وأمه مارية القبطية التي أهداها ملك مصر للنبي -صلى الله عليه وسلم-، وكانت ولادة إبراهيم ابن النبي سنة ثمان من الهجرة.

ترتيب إبراهيم بين أبناء النبي -صلى الله عليه وسلم- هو الابن السابع.

أعمام إبراهيم بن النبي -صلى الله عليه وسلم- من العرب، وأخواله من المصريين.

فرح النبي -صلى الله عليه وسلم- بميلاد إبراهيم فرحا شديدا لذلك لما بشره أبو رافع بميلاده وهب له عبدا، ولما أرضعته أم بردة بنت المنذر فأعطاها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أرضا بها نخل.

سماه النبي -صلى الله عليه وسلم- إبراهيم على اسم أبيه نبي الله إبراهيم، قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (ولد لي الليلة غلام فسميته ‌باسم ‌أبي ‌إبراهيم)مسلم

توفي إبراهيم وهو ابن ثمانية عشر شهرا، سنة عشر من الهجرة وقد صلى عليه النبي -صلى الله عليه وسلم- ودفن بالبقيع.

صادف موت إبراهيم كسوف الشمس وهو ذهاب ضوء الشمس، وكان من الاعتقادات الفاسدة عند العرب أنهم يعتقدون أن الكسوف والخسوف يحدث بسبب موت عظيم فبدأ الناس يتحدثون بذلك ويقولون:
لقد كسفت الشمس لموت إبراهيم فصحح النبي -صلى الله عليه وسلم- لهم اعتقادهم وبين أن الشمس والقمر لا ينكسفان لموت أحد ولا لحياته، فقال:
(‌إن ‌الشمس ‌والقمر لا ينكسفان لموت أحد ولا لحياته، فإذا رأيتم فصلوا وادعوا الله)البخاري

Facebook
Twitter
Pinterest
Telegram
WhatsApp