فريضة الحج لها الكثير من الواجبات التي يجب على الحاج الإتيان بها أثناء أدائه لفريضة الحج.
تعريف الواجب في الحج
الواجب في الحج هو الشيء الذي إذا تركه الحاج وجب عليه دم حتى يجبر النقص الذي وقع منه بتركه لهذا الواجب.
الإحرام من الميقات
والإحرام هنا ليس معناه النية وإنما معناه لأن النية ركن، أما الإحرام هنا فمعناه بالنسبة للرجال هو التجرد من المخيط ولبس ملابس الإحرام والامتناع عن التطيب وقص الشعر والأظافر وغير ذلك من محظورات الإحرام،
وأما بالنسبة للمرأة فهو الامتناع عن لبس النقاب والقفازين والتطيب وقص الشعر والأظافر وغير ذلك من محظورات الإحرام.
المبيت بمزدلفة
من واجبات الحج المبيت بمزدلفة لقول الله: (لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَبْتَغُوا فَضْلًا مِنْ رَبِّكُمْ فَإِذَا أَفَضْتُمْ مِنْ عَرَفَاتٍ فَاذْكُرُوا اللَّهَ عِنْدَ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ وَاذْكُرُوهُ كَمَا هَدَاكُمْ وَإِنْ كُنْتُمْ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الضَّالِّينَ).
والمقصود فإذا خرجتم من عرفات جموعا كثيرة متجهين إلى المشعر الحرام وهو المزدلفة فبتم بها ثم صليتم الفجر فاذكروا الله بحمده والثناء عليه والتكبير والتهليل ثم اذهبوا إلى منى قبل طلوع الشمس،
المبيت بمنى ليالي أيام التشريق
والمبيت يتحقق بقضاء معظم الوقت في منى، قال الله تعالى: (وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَعْدُودَاتٍ فَمَنْ تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ وَمَنْ تَأَخَّرَ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ لِمَنِ اتَّقَى وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ)، والأيام المعدودات هي أيام التشريق.
رمي الجمرات
رمي الجمار يكون في أربعة أيام: في يوم العيد يرمي الحاج جمرة العقبة وذلك بعد طلوع الشمس، ويجوز للنساء والصبيان والضعفة أن يرموها ليلة العيد، ويمتد وقتها إلى غروب شمس يوم العيد، ولا حرج على من أخره لآخر الليل بسبب شدة الزحام أو لبعده عن الجمرات.
وفي اليوم الحادي عشر يرمي الجمار الثلاث: الأولى والوسطى وجمرة العقبة، يرمي بسبع حصيات في كل جمرة يكبر مع كل حصاة.
ثم في اليوم الثاني عشر يفعل ذلك، ويستقبل القبلة ويدعو الله عند الأولى والثانية ويطيل في الدعاء، وأما الجمرة العقبة الأخيرة لا يقف عندها ولا يدعو،
ثم إذا غابت الشمس وهو في منى في اليوم الثاني عشر بات ورمى الجمرات في الثالث عشر، وإذا نفر في اليوم الثاني عشر إلى مكة قبل غروب الشمس فليس عليه رمي.
الحلق أو التقصير
والحلق أفضل من التقصير؛ لقول النبي –صلى الله عليه وسلم-: (اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِلْمُحَلِّقِينَ) قَالُوا: وَلِلْمُقَصِّرِينَ، قَالَ: (اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِلْمُحَلِّقِينَ) قَالُوا: وَلِلْمُقَصِّرِينَ، قَالَهَا ثَلاَثًا، قَالَ: (وَلِلْمُقَصِّرِينَ)[البخاري]
طواف الوداع
آخر ما يفعله الحجاج قبل مغادرتهم لأوطانهم من مكة أن يطوفوا بالبيت طواف الوداع، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ –رضي الله عنهما- قَالَ: كَانَ النَّاسُ يَنْصَرِفُونَ فِي كُلِّ وَجْهٍ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: (لَا يَنْفِرَنَّ أَحَدٌ حَتَّى يَكُونَ آخِرُ عَهْدِهِ بِالْبَيْتِ)[مسلم]
هذه هي الواجبات التي يصح الحج بترك شيء منها لكن يجب أن يجبر هذا الترك بدم بذبح شاة أو سُبْع بدنة أو سبع بقرة، تُذبح في مكة وتوزع على فقراء الحرم؛ لقول ابن عباس -رضي الله عنهما- : (من نسي من نسكه شيئا أو تركه فليهرق دماً).